خارطة طريق بايدن- رؤية أميركية جديدة للعالم ومستقبل أكثر سلامًا وازدهارًا

المؤلف: محمود عبد الهادي08.17.2025
خارطة طريق بايدن- رؤية أميركية جديدة للعالم ومستقبل أكثر سلامًا وازدهارًا

لم يكن خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السادسة والسبعين مجرد كلمة بروتوكولية اعتيادية تقتضيها المناسبة، بل كانت بمثابة بيان استثنائي، يختلف عن الخطابات التي ألفتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة، سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية. لقد سعى الرئيس المخضرم من خلاله إلى تبيان التوجهات الجوهرية التي سترسم ملامح عمل إدارته خلال ولايتها الراهنة، وعرض رؤيته لكيفية إدارة المصالح الأمريكية، داخلياً وخارجياً، فضلاً عن تصوراته حول قيادة العالم. إن التدقيق في تفاصيل هذا الخطاب يكتسب أهمية عظيمة في استيعاب العديد من الأحداث والتطورات المستقبلية التي ستنشأ عنه على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إقليمياً ودولياً. فما هي الركائز الأساسية التي انطلق منها هذا الخطاب؟ وما هي معالمه البارزة؟ وما هي الانعكاسات المحتملة؟ وما الآثار المترتبة عليه؟

تجدر الإشارة إلى التطابق اللافت بين التوجيهات الرئيسية لخطة الرئيس بايدن، والخطة التي أقرتها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة عام 2015 خلال الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، والمعروفة باسم "خطة تحويل العالم" أو "خطة أهداف التنمية المستدامة 2030".

منطلقات الخطة

من الجدير بالذكر أن المبادئ الأساسية التي ارتكزت عليها خطة الرئيس بايدن تتوافق بشكل كبير مع "خطة تحويل العالم" التي تبنتها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة عام 2015، خلال الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، والمشهورة بـ "خطة تحويل العالم"، أو "خطة أهداف التنمية المستدامة 2030"، والتي سبق لي أن تناولتها في مقالي المنشور بتاريخ 20 أكتوبر 2020 تحت عنوان "خطة تحويل العالم".

لقد انطلقت خطة الأمم المتحدة لتحويل العالم في أواخر عهد الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، عندما كان بايدن يشغل منصب نائبه. وفي كلمته أمام الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، تطرق أوباما إلى بعض ما ورد في أهداف التنمية المستدامة، وفي خطابه أمام الدورة التالية، وقبل مغادرته البيت الأبيض، توسع قليلاً في تناول هذه الأهداف. أما الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، فلم يولِ هذه الأهداف أي اهتمام، وانصرف إلى تنفيذ برنامجه الذي يعتمد على سياسة القوة الغاشمة.

لم يشر الرئيس بايدن في خطابه بشكل مباشر إلى الصلة بين هذه التوجيهات وخطة الأمم المتحدة لتحويل العالم، إلا أن مضمون الكلمة يظهر بوضوح حجم التوافق بينهما، وهو بذلك يضفي وهجاً جديداً على خطة تحويل العالم، ويمنح دعماً سياسياً قوياً لأهداف التنمية المستدامة 2030، التي أطلقت الأمم المتحدة على هذا العقد من عمرها اسم "عقد التسريع"، حيث من المفترض أن تتحقق أهدافها بحلول عام 2030.

المعالم

فيما يلي أبرز المعالم لخارطة الطريق التي تضمنها خطاب بايدن:

1. أهمية العقد الحالي في عملية التحول:

  • مستقبل دول العالم رهن بقدرتها على استيعاب إنسانيتها المشتركة والتعاون فيما بينها، وهذا هو الخيار الأمثل والملح.
  • العقد الحالي سيحدد مصير البشرية جمعاء بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

2. التحديات الراهنة والقادمة:

  • العمل الجماعي للقضاء على جائحة كورونا المستجد.
  • الاستعداد لمواجهة أي وباء قادم لا محالة.
  • التصدي للتغيرات المناخية.
  • الحفاظ على الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان.
  • العمل على تطوير تكنولوجيات جديدة تدعم المبادئ الأساسية للنظام الدولي.
  • إدارة التحولات في ديناميكيات القوة العالمية.
  • وضع القواعد المنظمة للقضايا الحيوية، مثل التجارة، والفضاء الإلكتروني، والتقنيات الناشئة.
  • مجابهة خطر الإرهاب بكل أشكاله.
  • العالم قادر على حشد إرادته وعزمه، واستغلال التحديات الراهنة والمستقبلية لصالحه.
  • تعتزم الولايات المتحدة العمل جنباً إلى جنب مع الشركاء والحلفاء لمواجهة هذه التحديات، وتؤكد إدارته التزامها "بالمساهمة في قيادة العالم نحو مستقبل يسوده السلام والرخاء لجميع الشعوب".

3. آليات المواجهة:

  • التركيز على معالجة التحديات المشتركة بدلاً من الانشغال بالحروب والصراعات.
  • تدشين عهد جديد من الدبلوماسية المرنة.
  • تسخير المساعدات التنموية للاستثمار في طرق مبتكرة للارتقاء بمستوى معيشة الناس.
  • تعزيز الديمقراطية والدفاع عنها، مهما كانت المشكلة التي تواجهنا عصيبة أو معقدة، فالحكومة المنبثقة من الشعب، والتي تعمل من أجل مصلحته، تظل هي الوسيلة الأفضل لتحقيق مصالح جميع شعوبنا.
  • التعاون في إطار المؤسسات المتعددة الأطراف، كالأمم المتحدة، لتعزيز قوتنا الجماعية وتسريع تقدمنا في مواجهة هذه التحديات العالمية.
  • نجاح الولايات المتحدة وثيق الصلة بنجاح الآخرين، وعليها أن تنخرط مع العالم بعمق، من أجل مستقبل مشترك.
  • أمن العالم، وازدهاره، وحرياته، متشابكة ترابطاً غير مسبوق، وبالتالي يجب على العالم أن يتعاون على نحو لم يشهده التاريخ من قبل.

4. نتائج سريعة:

  • يشير بايدن في خطابه إلى أنه منذ توليه منصبه، وانطلاقاً من هذه الرؤية، أعطى الأولوية لإعادة بناء التحالفات، وتنشيط الشراكات، التي تعتبر أساسية وجوهرية لأمن ورخاء أمريكا الدائمين، ومن نتائج ذلك:
  • الالتزام الراسخ تجاه منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو).
  • العمل مع الحلفاء الأوروبيين على صياغة مفهوم استراتيجي جديد للتصدي بشكل أفضل للتهديدات الناشئة اليوم وغداً.
  • رفع مستوى الشراكة الرباعية بين أستراليا والهند واليابان والولايات المتحدة، لمواجهة تحديات متنوعة، بدءاً من الأمن الصحي والمناخ، وصولاً إلى التقنيات الناشئة.
  • العمل مع المؤسسات الإقليمية، للتركيز على الاحتياجات الملحة للناس، بغية تحسين النتائج الصحية والاقتصادية.
  • العودة إلى طاولة المفاوضات في المحافل الدولية، ولا سيما الأمم المتحدة، لتركيز الاهتمام وتحفيز العمل العالمي بشأن التحديات المشتركة.
  • استئناف التعاون مع منظمة الصحة العالمية، وإقامة شراكة وثيقة مع مبادرة "كوفاكس" لتسهيل الوصول العالمي إلى لقاح كوفيد-19، وتوفير اللقاحات المنقذة للحياة في مختلف أنحاء العالم.
  • الانضمام مجدداً إلى اتفاقية باريس بشأن المناخ.
  • الدعوة إلى إنشاء آلية جديدة لتمويل الأمن الصحي العالمي، ومجلس عالمي مزود بالأدوات اللازمة لرصد وتحديد الأوبئة الناشئة، واتخاذ الإجراءات الفورية عند الضرورة.
  • المساهمة في إيصال اللقاحات إلى الدول الفقيرة.
  • تحديد ثلاثة أهداف ذات أولوية: إنقاذ الأرواح في الوقت الراهن، وتطعيم سكان العالم، وإعادة البناء على نحو أفضل.
  • تحديد هدف لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة تتراوح بين 50 و52% بحلول عام 2030، وتحقيق اقتصاد للطاقة النظيفة خالٍ تماماً من الانبعاثات بحلول عام 2050.
  • السعي إلى تحقيق هدف جمع مئة مليار دولار من الدول الغنية والمؤسسات المانحة، لدعم الإجراءات المتعلقة بالمناخ في الدول النامية.
  • تشجيع الاستثمار في البنية التحتية الخضراء والمركبات الكهربائية، التي ستساعدنا على تحقيق الأهداف المناخية.
  • إن القيام بهذه الاستثمارات الطموحة ليس مجرد سياسة مناخية سليمة، بل هو فرصة سانحة لكل دولة للاستثمار في المستقبل، وخلق وظائف مجزية للعاملين، وتحفيز النمو الاقتصادي المستدام، الذي من شأنه تحسين جودة الحياة.

5. التحوّل التقني:

  • العالم بحاجة إلى مواجهة حقبة جديدة من التقنيات والإمكانات التي تمتلك القدرة على إطلاق الطاقات الكامنة وإعادة تشكيل الوجود الإنساني.
  • الأمر متروك لنا جميعاً لتحديد ما إذا كانت هذه التقنيات ستشكل قوة لتمكين الناس، أو لزيادة مستوى القمع والاستبداد.
  • ستعمل الولايات المتحدة جنباً إلى جنب مع الشركاء الديمقراطيين لضمان أن التطورات الجديدة في مجالات، مثل التكنولوجيا الحيوية، والحوسبة الكمية، وشبكات الجيل الخامس، والذكاء الاصطناعي، وغيرها، يتم استخدامها للارتقاء بالبشرية، وحل المشاكل، وتعزيز حرية الإنسان، وليس لقمع المعارضة أو استهداف مجتمعات الأقليات.
  • ستقوم الولايات المتحدة باستثمار ضخم وشامل في البحث العلمي والابتكار، لتطوير أدوات وتقنيات جديدة تساعد على مواجهة التحديات التقنية القادمة، والعمل على تحصين البنية التحتية الحيوية ضد الهجمات السيبرانية، مع العمل على إرساء قواعد واضحة لجميع الدول فيما يتعلق بالفضاء السيبراني.

6. موقع القوة في الخطة:

  • يقع على عاتق القوى الكبرى في العالم واجب إدارة علاقاتها بحذر حتى لا تتحول من المنافسة المسؤولة إلى الصراع المدمر.
  • القوة العسكرية الأمريكية ستكون الملاذ الأخير، وليست الخيار الأول، ولا ينبغي استخدامها كحل لكل مشكلة في أي مكان في العالم.
  • الولايات المتحدة سوف تتنافس بقوة، وتقود بقيمها الراسخة وقوتها الهائلة.
  • سوف تدافع الولايات المتحدة عن حلفائها وأصدقائها بكل ما أوتيت من قوة.
  • تعارض الولايات المتحدة بشدة محاولات الدول الأقوى للهيمنة على الدول الأضعف.
  • الولايات المتحدة لا تسعى إلى إشعال حرب باردة جديدة أو تقسيم العالم إلى كتل جامدة.
  • الولايات المتحدة على استعداد للتعاون مع أي دولة تتقدم وتسعى إلى إيجاد حلول سلمية للتحديات المشتركة معها، حتى لو كانت بينهما خلافات عميقة في مجالات أخرى، لأن الجميع سيعاني من عواقب الفشل في التصدي للتهديدات الملحة، مثل "كوفيد-19"، وتغير المناخ، أو الانتشار النووي.

7. الكرامة الإنسانية والصحة والغذاء:

  • تحسين حياة الناس، في جميع أنحاء العالم، الذين يرون أن حكوماتهم لا تفي باحتياجاتهم الأساسية.
  • محاربة الفساد المستشري، الذي يغذي أوجه عدم المساواة، ويستنزف موارد الدولة، ويتفشى عبر الحدود، ويتسبب في المعاناة الإنسانية.
  • تلتزم الولايات المتحدة بتوظيف مواردها ومنصاتها الدولية لدعم هذه الأصوات، والشراكة معها لإيجاد طرق للاستجابة تعزز الكرامة الإنسانية في جميع أنحاء العالم.
  • العمل على تطوير البنية التحتية في البلدان النامية، ولكن البنية التحتية المتدنية الجودة، أو التي تغذي الفساد، أو تؤدي إلى تفاقم التدهور البيئي، قد تسهم في نهاية المطاف في خلق تحديات أكبر للبلدان على المدى الطويل.
  • إطلاق مبادرة "إعادة بناء عالم أفضل"، بالتعاون مع القطاع الخاص وشركاء الولايات المتحدة في مجموعة الدول السبع، بهدف حشد وتخصيص مئات المليارات من الدولارات في استثمارات البنية التحتية.
  • الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية، بصفتها أكبر مانح في العالم، فمنذ عام 2000، استثمرت الولايات المتحدة أيضاً أكثر من 140 مليار دولار لتحسين الصحة في العالم، وتعزيز النظم الصحية، ودعم المشروعات والمبادرات الصحية.
  • المساهمة في حشد الشركاء للتصدي لسوء التغذية الحاد، وضمان القدرة على إطعام سكان العالم لعقود قادمة.

8. حل النزاعات:

  • ينبغي أن نعمل بهدف متجدد لتحقيق الغاية النبيلة المتمثلة في إنهاء النزاعات التي تتسبب في الكثير من الألم والمعاناة في جميع أنحاء العالم.
  • مضاعفة الجهود الدبلوماسية، والالتزام بالمساعي السياسية، وليس العنف، كأول أداة نلجأ إليها لمواجهة التوترات في جميع أنحاء العالم.
  • السعي من أجل تحقيق مستقبل أكثر سلاماً وأماناً لجميع شعوب منطقة الشرق الأوسط.
  • الالتزام بأمن إسرائيل، ودعم وجود دولة يهودية مستقلة لا لبس فيه.
  • الإسرائيليون والفلسطينيون يستحقون على قدم المساواة القدر نفسه من الحرية والكرامة والأمن والازدهار. وحل الدولتين هو السبيل الأمثل لضمان مستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، تعيش في سلام جنباً إلى جنب مع دولة فلسطينية قابلة للحياة ذات سيادة وديمقراطية. والطريق طويل وشاق لتحقيق هذا الهدف في الوقت الراهن، ولكن يجب ألا نيأس من إمكانية إحراز تقدم.
  • مواصلة العمل مع المجتمع الدولي للضغط من أجل تحقيق السلام، ووضع حد للمعاناة التي تتسبب فيها النزاعات الأهلية المستعرة، بما في ذلك في إثيوبيا واليمن.

9. الديمقراطية والمساواة:

  • مناصرة السياسات والشركاء الذين يتمسكون بالقيم الديمقراطية التي تمتد إلى جوهر ما نحن عليه كأمة وكشعب: الحرية، والمساواة، وتكافؤ الفرص، والإيمان بالحقوق العالمية لكل الشعوب.
  • الدفاع عن حقوق المرأة – حقوق النساء والفتيات في استخدام مواهبهن كاملة من أجل المساهمة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً.
  • إدانة استهداف وقمع الأقليات العرقية والإثنية والدينية في أي مكان في العالم.
  • الدفاع عن حقوق الأفراد من المثليين والمثليات، ومزدوجي الميل الجنسي، والمتحولين جنسياً، حتى يتمكنوا من ممارسة الحياة والحب بحرية ودون خوف.
  • النظم السلطوية – قد تسعى النظم السلطوية في العالم إلى إعلان نهاية عصر الديمقراطية، لكنهم واهمون.
  • العالم الديمقراطي موجود في كل مكان. إنه يتجسد في النشطاء المناهضين للفساد، وفي المدافعين عن حقوق الإنسان.
  • لا توجد ديمقراطية مثالية كاملة، -حتى في الولايات المتحدة التي تواصل النضال لكي ترتقي إلى أعلى المثل-، وتظل الديمقراطية هي الأداة الأنجع لإطلاق العنان لقدراتنا البشرية.

10. بناء المستقبل:

  • المستقبل سيكون ملكاً للذين يتبنون الكرامة الإنسانية، وليس للذين يسحقونها.
  • المستقبل سيكون ملكاً للذين يطلقون العنان لقدرات شعوبهم، وليس للذين يكبتونها.
  • المستقبل سيكون ملكاً للذين يمنحون شعوبهم القدرة على التنفس بحرية، وليس للذين يسعون إلى خنقهم بيد من حديد.
  • على العالم مرة أخرى أن يتحد، لكي يؤكد أن الإنسانية، التي هي أعظم من أي انقسامات أو اختلافات، تبدو على السطح.
  • يجب أن نختار أن نفعل أكثر مما نعتقد أننا نستطيع فعله بمفردنا، حتى نتمكن من تحقيق ما ينبغي أن نحققه معاً: القضاء على الوباء، والتأكد من أننا على أهبة الاستعداد لمواجهة أي جائحة قادمة، ودرء مخاطر التغيرات المناخية، وتعزيز قدرتنا على التعافي من الآثار التي نراها بالفعل، وضمان مستقبل تكون التقنيات فيه أداة حيوية لحل التحديات الإنسانية وتعزيز القدرات البشرية، وليست مصدراً لمزيد من الفتنة والقهر.
  • إنني أقف هنا اليوم، للمرة الأولى منذ 20 عاماً، والولايات المتحدة ليست في حالة حرب. لقد طوينا تلك الصفحة.
  • كل القوة، والطاقة، والالتزام، والعزم، والموارد الأمريكية، سيتم تركيزها بشكل كامل وتوجيهها مباشرة نحو المستقبل، وليس نحو الماضي.
  • ستتولى أمريكا زمام المبادرة في مواجهة أعظم تحديات العصر، بدءاً من "كوفيد-19"، وصولاً إلى المناخ، والسلام، والكرامة الإنسانية، وحقوق الإنسان. ولكنها لن تكون وحدها في هذا المسعى.
  • ستقود الولايات المتحدة العالم جنباً إلى جنب مع حلفائها وشركائها، وبالتعاون مع كل الذين يؤمنون بالقدرة على مواجهة تلك التحديات، وبناء مستقبل يرتقي بجميع الشعوب ويحافظ على هذا الكوكب.
  • لا مجال لإضاعة المزيد من الوقت، فلنشرع في العمل، ولنبدأ في بناء مستقبلنا الأفضل الآن.

تبدو كلمة بايدن هذه، للكثيرين، حالمة ورومانسية، لم تعتد دول العالم على سماعها من رؤساء الإمبراطورية الأميركية في مثل هذه المحافل، ولكن الأمر ليس كذلك، بل إنه الفرق الجوهري بين رؤية الديمقراطيين، الذين يعتقدون أن الولايات المتحدة لا تستطيع فرض قيمها بالقوة على أي دولة، وبين الجمهوريين الذين خططوا للقرن الحادي والعشرين ليكون "القرن الأمريكي الجديد"، الذي تهيمن فيه الولايات المتحدة على العالم، وتفرض قيمها على الدول الأخرى بالقوة.

(يتبع: الدوافع والانعكاسات والمآلات)

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة